ورد في لسان العرب مادة (ح ل م) ومادة ( رأى) الحُلْمُ والحُلُمُ " بالضَّم وبضمتين: الرُّؤيا, والجمع أحلام. ويقال حَلَم في نومه يَحْلُمُ حُلُما واحْتَلَم وانْحَلَم "إذا رأى في المنام , وحَلَم به وحَلَم عنه وتَحَلَّم عنه: رأى له رُؤْيا أو رآه في النَّوم ", وتحلَّم إذا ادَّعى الرؤيا كاذبـًا . والرُّؤيا والحُلْمُ عبارة عمَّا يراه النائم في نومه","ويُستعمل كلُّ واحد منهما موضع الآخر . أما الرُّؤْيا ما رأيْته في منامك, وهي على فُعْلى بلا تنوين، وجمع الرؤيا رُؤًى بالتنوين مثل رُعًى , ورأيت عنك رُؤًى حسنة:حَلَمتها. وأَرْأَى الرجل إذا كثرت رُؤَاهُ، بوزن رُعاهُ، وهي أَحْلامه.
فالرؤى والأحلام من المترادفات، وعرف ابن القيم رحمه الله الرؤى بأنها: أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي مما ضرب له من المثل على نظيره ويعبر منه إلى شبهه. والفرق بين الرؤيا والحلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان)) فالرؤيا التي تضاف إلى الله تعالى لا يقال لها: حلم، والتي تضاف إلى الشيطان لا يقال لها: رؤيا وهذا فرق عظيم دل عليه كلام الشارع، من أن هذه من الله، وهذه من الشيطان. قال التوربتشي: الحلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا والتفريق بينها من الاصطلاحات التي سنها الشارع للفصل بين الحق والباطل كأنه كره أن يسمى ما كان من الله وما كان من الشيطان باسم واحد، فجعل الرؤيا عبارة عن الصالح منها لما في الرؤيا من الدلالة على المشاهدة بالبصر أو البصيرة، وجعل الحلم عبارة عما كان من الشيطان، لأن أصل الكلمة لم يستعمل إلا فيما يخيل للحالم في منامه من قضاء الشهوة مما لا حقيقة لـه.
